وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد البزّار ـ واللفظ له ـ قال أنبأنا محمّد بن المظفر الحافظ قال نبأنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم قال نا الحارث بن محمّد. قالا نبأنا منصور بن أبي مزاحم قال حدّثني أبو سهل الحاسب قال حدّثني طيفور مولى أمير المؤمنين. قال : حدّثتني سلامة أم أمير المؤمنين قالت : لما حملت بأبي جعفر ، رأيت كأنه خرج من فرجي أسد فزأر ثم أقعى فاجتمعت حوله الأسد ، فكلما انتهى إليه أسد سجد له (١).
أخبرنا الحسن بن أبي طالب قال أنبأنا أحمد بن محمّد بن عروة بن الجرّاح قال نبأنا أبو بكر الصولي قال قال رجل من ولد الرّبيع : لما أراد أبو جعفر أن يبني لنفسه ، كان يؤتى من كل مدينة بتراب فيعفنه فيصير عقارب وهو امّ ، حتى أتى بتربة بغداد فخرج صرّارات ، وأتى الخلد فنظر إلى دجلة والفرات فأعجبه ، فرآه راهب كان هناك وهو يقدّر بناءها. فقال : لا تتم ؛ فبلغه فأتاه. فقال : نعم : نجد في كتبنا أن الذي يبنيها ملك يقال له مقلاص (٢). قال أبو جعفر : كانت والله أمي تلقبني في صغري مقلاصا.
***
باب ذكر خبر بناء مدينة السّلام (٣)
أخبرنا (٤) على بن أبي على المعدّل [التّنوخيّ] (٥) قال أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال أخبرني محمّد بن جرير إجازة : أن أبا جعفر المنصور بويع له سنة ست وثلاثين ومائة ، وأنه ابتدأ أساس المدينة سنة خمس وأربعين ومائة ، واستتم البناء سنة ست وأربعين ومائة ، وسماها مدينة السّلام (٦).
قال الشيخ أبو بكر [الخطيب (٧)] وبلغني أن المنصور لما عزم على بنائها ، أحضر المهندسين وأهل المعرفة بالبناء والعلم بالذرع والمساحة وقسمة الأرضين ، فمثّل لهم
__________________
(١) انظر الخبر في : المنتظم ٧ / ٣٣٤.
(٢) في الأصل : «نقلاص» في الموضعين ، وما أثبتناه عن رواية سبقت للمؤلف ، وعن المنتظم ، والطبري.
(٣) انظر الخبر في : المنتظم ، ١ / ٧٤.
(٤) انظر في ذلك : المنتظم ، ٨ / ٦٩ ـ ٨٨ ، والكامل لابن الأثير ، ٥ / ١٦٥ ـ ١٦٨ ، ١٧٧ ـ ١٧٨. وتاريخ الطبري.
من هنا يبدأ المقابلة بالجزء المطبوع بباريس ، سنة ١٩٠٤ م ، بمنطقة برطرند ـ براتراند ـ بسالون ، وسوف ننبه على ذلك عند انتهاء الجزء المطبوع بها.
(٥) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل وأضفناه من مطبوعة باريس.
(٦) انظر الخبر في : المنتظم ٨ / ٧٤.
(٧) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل وأضفناه من مطبوعة باريس.