فلا أمل للمجرمين من الفكاك من العذاب حيث لا يخفّف عنهم ، وهم مبلسون فيه لا يرجون الخلاص.
[٧٦] فهل ظلمهم الله حين أدخلهم هذا المصير؟ كلا ..
(وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ)
إذ بعث الله لهم أنبياء ، وتعاهدهم بالنعم ، وأمهلهم بأن أعطاهم الفرصة بعد الفرصة ، وحين يأخذهم الجليل بالعذاب ، ويكبّهم في النار ، فهل هو ظالم لهم؟! كلا ..
ولا بد أن نتلوا هذه الآيات وكأنّنا المعنيّون بها حتى ننتفع بها.
[٧٧] (وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ)
جاء في الحديث : «إنّ أهل النار إذا دخلوها ، ورأوا نكالها وأهوالها ، وعلموا عذابها وعقابها ، ورأوها كما قال زين العابدين (ع) : «ما ظنّك بنار لا تبقي على من تضرّع إليها ، ولا يقدر على الخفيف عمّن خشع لها ، واستسلم إليها ، تلقي سكّانها بأحرّ ما لديها من أليم النكال وشديد الوبال» يعرفون أنّ أهل الجنة في ثواب عظيم ، ونعيم مقيم ، فيؤمّلون أن يطعموهم أو يسقوهم ليخفّف عنهم بعض العذاب الأليم ، كما قال الله عزّ وجلّ جلاله في كتابه العزيز : (وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) قال : فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة ، ثم يجيبونهم بلسان الاحتقار والتهوين : (إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ) قال : فيرون الخزنة عندهم وهم يشاهدون ما نزل بهم من المصاب فيؤمّلون أن يجدوا عندهم فرحا بسبب من الأسباب ، كما قال الله جلّ جلاله : (وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ)