الإطار العام
في الوقت الذي تختصّ كلّ سورة في القرآن بمحور يفردها عن بقية السور فإنّها كلّها تلتقي حول محور مشترك واحد ، لذلك فإنّ من الصعب على المتدبّر أن يميّز بينها ، لأنّها جميعا تنطلق من قاعدة واحدة لتنتهي إلى هدف واحد ، تنطلق من معرفة الله ، وتنتهي إلى الإيمان به وعبادته ، فآياتها متشابهة كما يصف القرآن نفسه بذلك ، إلّا أنّ المتدبّر يجد لكلّ سورة محورا يتميّز بما يلي :
أوّلا : إنّ كلّ القضايا المتعلقة واقعيّا بذلك المحور تكون مبحوثة في السورة ، بالرغم من أنّها ـ وبالذات في السور الطويلة ـ تبدو مختلفة أو حتى متباينة إلّا أنّها ما دامت تمتّ بذلك المحور تبحث في السورة ، لأنّ المعالجة القرآنية للمحاور هي معالجة شاملة تسع جميع جوانب القضية.
ثانيا : إنّ القرآن لا يعالج القضايا معالجة نظرية ، بل يودع ضمن آياته الكريمة القوة التنفيذية اللازمة لعلاجها ، فهو لا يكتفي ببيان القانون العلمي أو الحكم الشرعي للقضية مجرّدا ، بل يشفعه بتوجيه الإنسان وتذكرته ، مستخدما من أجل