سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ
هدى من الآيات :
إنّ المنهج القرآني يربط بين ما في الطبيعة وما في النفس البشرية ، والآية ما قبل الأخيرة من هذه السورة تؤكّد هذه العلاقة الوثيقة ، وكلّما ازداد الإنسان وعيا بآفاق الطبيعة ازداد معرفة بأعماق النفس ، أو ليست النفس عالم كبير في حجم محدود ، وسواء اهتدى الإنسان الى غيب الطبيعة الذي هو الحق ، أو اهتدى الى غيب النفس الذي هو الحق أيضا ، فإنّه سيهتدي بإذن الله إلى خالق الطبيعة والنفس معا ، وهو الله عزّ وجل.
وفي الدرس تذكرة بالغة للإنسان بنفسه التي هي الأقرب إليه ، ولكنّه يغفل عن آمادها التي لو انتبه إليها أحسّ بعمق العبودية التي اركزت فيها. أو لا ترى كيف تجزع إنّ مسّها شيء من السوء ، وتفقد توازنها إن أصابها شيء من الخير؟ أو لا ترى حرصها على النعم الذي يمنعها من العطاء ، وشدة يأسها وقنوطها؟ إنّ أطوار النفس وتغيّراتها شاهدة على أنّها مخلوقة مدبّرة ، وتلك آية من آيات الله في الخليقة.