يذكر الله ويحمده عند النعمة ، وعلى كل حال ، وهذا يخالف طبيعة الإنسان الذي يجزع عند البلاء ، ويكفر عند الرخاء ، بسبب علاقته الخاطئة بالحياة ، إذ يعيش لحظته الراهنة فقط ولا ينظر للمستقبل ، وهذا الأمر هو الذي يجعله ييأس ويستسلم للواقع ، بينما ينظر المؤمن ببصيرة ربّانيّة ثاقبة الى خلفيّات الحوادث ، ومستقبل الأمور ، فلا تبطره النعمة ، ولا يؤيسه البلاء.
[٣٤] وإذا أراد الله أن يبتلي أحدا أو ينزل عليه العذاب فهو قادر على ذلك وبطرق متعدّدة ، فهو تارة يوقف الرياح لتقف السفن التي نستقلّها ، أو ربما أرسلها بشدّة فإذا بها تهيج أمواج البحر فتبتلع سفننا ، وإلى جانب هذه القدرة الإلهية توجد في الطرف الآخر الأسباب والمقوّمات لإنزال النقمة ، وهي ذنوبنا التي نكتسبها كلّ يوم ..
(أَوْ يُوبِقْهُنَ)
يغرقها ، ويهلك من فيها ..
(بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ)
برحمته ولطفه ، لذلك ينبغي المبادرة الى الاستغفار ليل نهار حتى نأمن من سطوات الربّ الجبّار ، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام :
«تعوّذوا بالله من سطوات الله بالليل والنهار ، قال : قلت : وما سطوات الله؟ قال : الأخذ على المعاصي»
[٣٥] ولا بدّ أن يعلم أولئك الذين يكذبون بآيات الله ، ويتشبّثون بثقافة الجدال والتبرير من أجل ردّها والتهرّب من مسئولية الإيمان بها ، أنّهم محاطون بعلم