الله وقدرته ، ومن ثمّ فإنّ جدالهم فيها لن يرفع عنهم المسؤولية ..
(وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ)
أي مهرب ومفزع من الله.
قالوا : إنّ نصب «يعلم» جاء لأنّه عطف على تعليل محذوف ، وكأنه قال : ينتقم منهم ويعلم الذين يجادلون.
[٣٦] وكخاتمة لهذا الدرس الذي يحدّثنا عن دور الحرص في الصراعات الاجتماعية كفكرة أساسية ، يصغّر القرآن الدنيا ويهوّنها في أعيننا وأنفسنا ، لكي لا تكون من المنزلة عندنا بمكان تثيرنا نحو الصراع والبغي على بعضنا.
(فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا)
مهما كان حجمه وقدره فإنّه لا يعدو كونه بسيطا وضئيلا نسبة الى متعة الآخرة ونعيمها ..
(وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)
وأفضلية نعيم الآخرة على متاع الدنيا من ناحيتين : فهو أفضل في كيفيّته ، وأدوم في بقائه ومتعة الإنسان به.
ولعلّ خاتمة الآية تهدينا الى أنّ التوكل على الله هي الصفة المقابلة للحرص على الدنيا ، وإنّما لا يتسامى القلب عن الانجذاب الى الدنيا لضعفه ، والذي ينجبر بالتوكّل على الله سبحانه.