والتبرير.
(فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ)
يوم القيامة تبلى السرائر ، وتظهر الحقائق ، ويتلاشى الباطل والكذب ، كما تتبدد الأعمال المنافقة ، ولعل فاتحة الآية تشير الى ضلال وضياع عبادتهم للأنداد ، وأيضا أعمالهم التي مارسوها في الإطار الشركي.
[٧٦] ومن جملة ما يفتري الإنسان على الله هو اتباع مالكي المال والثروة.
(إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ)
انحرف عنهم ، وصار يظلمهم.
(وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ)
والعصبة كما في تفسير علي بن إبراهيم :
«ما بين العشرة الى خمسة عشر» (٥)
لقد رزقه الله كنوزا ذات مفاتيح (صناديق وخزائن) لو حملتها العصبة أولوا القوة لأرهقتها ، وكان الهدف من إعطائه الثروة امتحانه. ذلك ان المؤمن الحقيقي تزيده الثروة قربا الى الله ، وتواضعا في خدمة الناس ، ولهذا جاء في الحديث :
«الغني الشاكر خير من الفقير الصابر»
أما ضعيف الايمان أو المنافق فانها لا تزيده من الله إلّا بعدا ، وفي الناس إلّا
__________________
(٥) بح ج (١٣) ص (٢٤٩).