يكفي ، بل لا بد من وجود جهاز استقبال عند البشر حتى ينتفع البشر منها ، فهل ينفع نور الشمس من أغمض عينيه؟!
ان الله هو الذي جعل الليل سكنا ، والنهار ميدانا للسعي والنشاط ، وهو الذي يقدّر حياة الخلق وموتهم ، والمطلوب منّا ان نتخذه إلها حقّا ، وذلك بان نستمع لرسله ، ونبصر آياته ، ثم نعقلها لنعرف الحقائق.
نجد في الآيات الاخيرة من هذا الدرس اشارة بل توضيحا لفكرة القوّة المالية في الحياة ، فما هو الهدف من النعم الالهية على البشر؟
ان الهدف من النعم هو الوصول الى الكمال الروحي ، والعروج بقيم الإنسان وروحه في مدارج المجد والعظمة عبر الشكر لله ، والذي يمثل الأثر الإيجابي المنبعث عن وجود النعم ، وذلك أسمى من الرفاه والرخاء المادي ، ومن لا يشكر النعم تتحول لديه الى نقمة من الناحية النفسية ، فترى نعمة الفراغ تتحول عنده الى قلق وضياع ، تجده بدل ان يصرف الملايين التي يمتلكها في سبيل راحة نفسه وعائلته وأمته ، يذهب بها للفساد فيحطم شبابه ، ثم يعود صفر اليدين.
وشكر النعمة هو الذي يجعلها نافعة ، بينما الكفر بها يحولها نقمة على صاحبها ، ويتمثل الشكر في الانتفاع بها ضمن الحدود المشروعة لأهداف خيّرة ، وقارون كان بعكس ذلك تماما ، فقد أعطاه الله من الكنوز ما تنوء مفاتحها بالعصبة الأقوياء ، لكنه بدل ان يستفيد منها ، وهو من شعب مستضعف كفر بها وبربّها كما يذكر القرآن ذلك في الدرس القادم ، ولكن السؤال : ما هي مناسبة الحديث عن قصة قارون ، وبالضبط عند الحديث عن القيادة؟
الجواب : ان الانحراف البشري عن القيادة الصحيحة ، يتم بسبب ضغط