أحدى القوتين :
فأما قوة الإرهاب والسيف ، أو قوة المال والثروة ، وإذا كان فرعون مثلا للقوة الاولى ، فان قارون مثل للقوة الثانية ، وإذ يضرب الله لنا هذه الأمثال فلكي يقيم الحجة علينا ، فلا نلتف حول صاحب الثروة لماله ، ولا حول من يملك الحكم لقوته.
بينات من الآيات :
[٧١] لا ينكر أحد بأن الذي أضاه بنوره الأرض وما فيها هو الله ، ويعرف الكل انّه الأحق بالطاعة ممن لا يملك نفعا ولا ضرا ، ولا ضياء ولا هدى من جبابرة الأرض ومترفيها.
بلى .. يعرف الناس جميعا هذه الحقيقة ، ولكنهم لا يعقلونها ، فتراهم يركضون وراء الطغاة والمفسدين طمعا في بعض الثروة ، أو خشية من أذاهم.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً)
دائما ومستمرا.
(إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ)
وهذا هيّن على الله ، فهو يستطيع ان يحجب نور الشمس لتتحول الأرض ظلاما دامسا ، ولو فعل ذلك لما استطاع أحد ان يعيد النور مرة أخرى.
(مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ)
[٧٢] ثم لو جعل الله أبدا سرمدا ، هل يقدر من نعبدهم من دونه على المجيء بالليل لنسكن فيه ، وننعم بهدوئه الذي ينفذ حتى في عظامنا. ، وأنسجة أعصابنا.