وكثيرا ما يوحي الله الى أنبيائه ليقولوا هذه الحقيقة للناس صراحة ، كما قال سبحانه : «قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ». (١)
لذلك ولّى موسى فرارا ، ولم يلتفت خلفه لما رأى الجان وهو ـ كما يقول البعض ـ الحيّة الصغيرة المتحركة.
ولعل العصا صارت جانّا في تلك المرة ، أما في المرات التالية فقد صارت ثعبانا مبينا.
(يا مُوسى أَقْبِلْ)
أنت الذي يراد لك ان تحمل رسالة الله ، يجب ان تكون مقداما لا تخاف.
(وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ)
فهذا هو أول الطريق ، وأمامك صعوبات ومشاكل ، فسكن قلب موسى من هذا النداء الرباني ، وتشجع فأخذ الحية فاذا هي عصا كما كانت.
[٣٢] وتواصل النداء الإلهي :
(اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ)
فالبياض لم يكن بسبب مرض البرص مثلا ، وإنما كان آية إلهيّة لموسى.
(وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ)
__________________
(١) الكهف / (١١٠).