انّا لو فصلنا الحركة الرسالية عن الروحيات (الصلاة ، والصوم ، تلاوة القرآن ، الايمان بالغيب و.. و) فانها تصبح كأيّة حركة مادية أخرى لا قيمة لها ، كما الإنسان لو أخذنا منه عقله ، أو الحيوان نسلب روحه. انه يتحول الى كتلة لحم تتعفن بمرور الأيام ، فالحركة الرسالية يجب ان تكون من الله ، والى الله ، وبالله ، وفي سبيل الله ، وليس من الله الى غيره ، أو من غيره تعالى اليه.
وحينما تتخلى أمّة عن الوحي تضحى كبني إسرائيل كانوا حركة رسالية ، فتحولوا الى حركة مادية بحتة أفرزت دويلة إسرائيل (فلسطين اليوم) أما المسلمون فقد تقدموا لما اتصلوا بالرسالة ، ولما تركوا الرسالة سلب منهم كل شيء.
بينات من الآيات :
(اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) :
[٣١] لقد زود ربنا سبحانه ، نبيه موسى بآيتين عظيمتين هما أولا : العصا التي إذا ألقاها صارت حيّة تسعى ، وإذا أخرج يده من جيبه ، فإذا هي بيضاء للناظرين :
(وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ)
لان موسى لا زال يحتفظ بخاصيته البشرية ، فهو لا يزال وسيبقى بشرا ، يملك من العواطف والمشاعر ما يملكه الآخرون ، وهذا دليل على أن الأنبياء لا يتحولون بالوحي إلى آلهة ، وأنّ الوحي ليس من عند أنفسهم ، بل هو مسئولية الهية الى من يختاره الله.