فلو أنّ جميع العالم كفر بالله ، فإنّه لا يضرّه من كفرهم شيئا ، وتبقى رحمته تسعهم ، ويظل يلطف بالكافرين ، ويعطيهم الفرصة بعد الأخرى ، لأنّ رحمته وسعت كل شيء.
[٤١] (قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ)
أي غيّروا شكل عرشها ومظهره حتى يبدو مختلفا لنختبر عقلها ، ونتعرف على طبيعتها ، ونهديها الى الحق والرسالة.
[٤٢] (فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنَّا مُسْلِمِينَ)
وعند ما جاء بلقيس سئلت عن السرير الذي أتى به آصف بن برخيا ، وهل أنّه يشبه سرير ملكها ، فقالت : كأنه هو بعينه ، ثم يقول سليمان (ع) : أنه تفوّق على هذه المرأة بدرجتين : العلم وهي خلوّ منه ، والإيمان وهي تفقده ، وأساس الملك هو العلم المقرون بالإيمان.
[٤٣] (وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ)
إنّ بلقيس كانت وثنيّة على دين آبائها وقومها ، ولذلك عبدت الشمس والنجوم ، ولم تعبد الله الذي خلقهنّ ، وضربت تلك العبادة الخاطئة بينها وبين العلم حجابا منعها عن معرفة الله التي هي أوّل العلم.
[٤٤] (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها)