قال جنّيّ قوي بأنه يستطيع أن يحمل عرش بلقيس إليه قبل أن ينقضي مجلسه ، الذي اعتاد أن يجلسه للقضاء بين الناس ، أي في غضون ساعات ، وإنه سيأتي بالعرش بعظمته دون أن يسرق من مجوهراته وزينته شيئا.
كيف يقتدر الجنّ على حمل هذا العرش العظيم خلال ساعات من اليمن إلى فلسطين؟! هذا مما لم يتعرض له السياق القرآني ، ولعلّ الأمثل بنا أن نتركه بعد أن نؤمن به إجمالا لعدم وجود ما يدلّنا على استحالته.
[٤٠] (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)
وقال الذي عنده علم من الكتاب ـ والكتاب هنا اللوح المحفوظ عند الله سبحانه ـ بأنه سيحضره قبل طرفة عين واحدة ، وأحضره في الحال باسم الله الأعظم ، وجاء في حديث مأثور عن الامام الباقر عليه السلام ـ انه قال :
«إنّ آصف بن برخيا قال لسليمان (ع) : مدّ عينيك حتى ينتهي طرفك ، فمدّ عينيه فنظر نحو اليمن ، ودعا آصف فغار العرش في مكانه بمأرب ، ثم نبع عند مجلس سليمان بالشام بقدرة الله قبل أن يردّ طرفه» (١)
ويبقى سؤال : هل كان سليمان أعلم أم وزيره آصف بن برخيا؟ ويجيب عن ذلك الإمام الهادي (ع) في الحديث التالي :
روى العيّاشي في تفسيره قال : التقى موسى بن محمد بن علي بن موسى ، ويحيى بن أكثم فسأله ، قال : فدخلت على أخي علي بن محمد عليهما السلام ـ إذ دار ـ
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٨٧).