لذلك أجابهم : بأنكم أنتم الذين تفرحون بالهديّة ، أمّا نحن فلا نفرح بالدنيا وما فيها ، وإنّما هدفنا نشر الرسالة ، وإقامة الحق.
[٣٧] (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها)
لم تكن غاية سليمان المال ، وإنّما كانت غايته إرشاد الضّالين إلى الطريق الصحيح ، فلذلك أمر رئيس الوفد البلقيسي بالعودة إلى ملكته ، وهدّدهم بالحرب ، وتسيير جيش جرّار إلى بلادهم لا يستطيعون مقاومته.
(وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ)
ونخرجهم من أرضهم وهم مهانون ومحقّرون ، وهنا لك فارق كبير بين بلد يفتح عنوة فيمتلكه الفاتحون بقيمة الدم الذي أراقوه ، وبين بلد يصطلح أهله عليه ، حينئذ تترك البلاد بيد أهلها فيتمتعون بحريتهم وكرامتهم أيضا.
هكذا عرفت بلقيس أنّ عليها أن تسير الى سليمان طوعا قبل ان تساق إليه كرها ، فلمّا حزمت حقائبها ، وعلم سليمان ذلك طلب ممن حوله إحضار عرشها.
[٣٨] (قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)
ثم التفت الى من بحضرته من حاشيته ، طالبا أن يتبرع أحدهم بإحضار عرش بلقيس قبل أن تأتي مستسلمة مع جماعتها.
[٣٩] (قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ)