يزرع الأرض يحتفظ بقسم من الحنطة ـ مثلا ـ كبذور ، ويشتري بقسم منها سمادا للأرض ، وهذا هو الأسلوب المعتاد ، ولكن حين يغزو الاجنبي البلاد ينتزع كلّ الحنطة ، ويترك الأرض يبابا ، غير قابلة للإنتاج حتى ولو بعد عشر سنين.
إذا لو ابتعدنا عن قوى الشرق والغرب لاستطعنا ان نخطط لأنفسنا تخطيطا سليما ، فنستخرج من النفط بقدر ما يحتاجه بلدنا من نفقات ، فنخصص قسما من الموارد التي تدرّها علينا الصادرات النفطية للزراعة ، وآخر للصناعة وعمارة الأرض ، وقسما للمواصلات ولسائر نفقات البلاد ، ولكن حينما تكون مواردنا البترولية مرتبطة بالغرب والشرق فلن نحصل منها على شيء ، لان هذه الموارد تذهب الى خزائن الأموال الاجنبية لتصدر لنا السلاح والسلع ، ومنتجاتها الى ان تغرق الأسواق ، بالاضافة الى امتصاصها ما نحصل عليه من أتعاب.
إنّ نفقات التسليح تفرض علينا فرضا ، والسلع الكمالية وأسباب الإفساد تغزو بلادنا وأسواقها ، لان الاجنبي لا تهمه مصلحة البلد وشعبه ، ولهذا فهو يفسد أهل البلاد وأرضها ، فمزارع القطن في مصر دمرت من قبل المستعمرين ، والإصلاح الزراعي الاستعماري في إيران في زمن الشاه المقبور جعل من إيران ـ المكتفية زراعيا والتي كانت تصدر منتوجاتها الزراعية والصناعية ـ بلدا بلا زراعة ، وتحوّلت من دولة مصدّرة الى دولة تستورد كافة المحاصيل الزراعية الاستهلاكية من الخارج ، بعكس ما يحصل الآن بعد ان تحرّرت إيران على يد القيادة الرشيدة والجماهير المستضعفة.
ولطالما سعى المستعمرون في سبيل إفساد المجتمع عن طريق أفراد المجتمع ذاته ، وذلك بأن يبحثوا عن مجموعة من المنبوذين بسبب ابتعادهم عن قيم المجتمع ، فيستخدمونهم لبث الفرقة والفساد بين أبناء الشعب الواحد ، ولو بحثت عن أصول