الأسر الحاكمة لوجدت أنهم ينتمون الى أسوأ وأحط الأسر والعشائر ، فالمستعمرون يبحثون عن هؤلاء تحت كل حجر ومدر ، ويحكّمونهم في رقاب أبناء البلد.
إنّهم لا يبحثون عن الشرفاء ، لان الشريف لا يرضى ان يسلّم مقادير بلده للأجنبي ، ويرفض التعاون معه ، ولا يستسيغ رؤية بلاده وقد نهبت من قبل الغربيين والشرقيين.
ولو خرج الاجنبي من البلاد فسيحكمها أبناؤها الملتزمون بالقيم الاسلامية ، ويتحوّل المجتمع الى مجتمع ملتزم بالإسلام وأحكامه ، وشرائعه ، وأخلاقياته ، وبالتالي يصبح مجتمع الفضيلة ، ولكن الاجنبي يفعل العكس ، وكما يقول القرآن الحكيم : «وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً».
حينما دخل البريطانيون العراق مستعمرين نشر إعلان في النجف الأشرف بأنّ الحكومة الاستعمارية بحاجة الى شرطة ، ويجب ان يكون عمر من يتقدم الى الخدمة في الشرطة بين الثامنة عشرة والخامسة والثلاثين من العمر ، فاجتمع بعض الناس ممن كانوا بحاجة الى العمل ، ولمّا رأى الحاكم البريطاني كثرة من جاء في طلب العمل في سلك الشرطة ، ولم تكن الحكومة المستعمرة بحاجة الى أكثر من عشرة ، قام الحاكم فيهم خطيبا ، وقال لهم : إنني لست بحاجة إليكم ، ولكن لو كان فيكم عدد من أولاد الزنا فليبقوا ، فأخذ كلّ واحد من الحاضرين ينظر الى صاحبه ، ثم تفرّق الجميع الّا عدة قليلة ممن لفظهم المجتمع ، وممّن لا يأثم لو نسب الى الزنا ، وربما لم يكونوا أبناء زنا ، ولكنهم كانوا سفلة ، لا تهمهم التضحية بشرفهم ليصبحوا خدما للاجنبي ، والشريف لا يرضى أن يكون شرطيّا يخدم الاجنبي ضد أبناء وطنه ، ولا يرضى التضحية بقيم مجتمعة.