نحن نملك القوة والارادة للمقاومة ، وهاتان هما الصفتان اللتان يجب توفرهما في الأمة ، يقول ربنا سبحانه وتعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ). (٢)
ان القوة التي لا ينتفع بها في إنجاز عمل ما لا تنفع شيئا ، وان القوة بدون الاستعداد الفعلي للحرب تظل عقيمة ، هناك مليارد إنسان مسلم يلتزمون ظاهرا بواجب الجهاد في العالم ، ولكن حينما تعتدي إسرائيل على المسلمين لا نحشد القوة لمواجهتها لاننا نعاني من عدم الاستعداد.
(وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ)
الرأي رأيك ، والأمر إليك. إنك لا تحكمين بالهوى ، ولكن فكّري جيدا ثم أمري.
[٣٤] (قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً)
لقد عبّرت عن وجهة نظرها في الأمر قائلة : لو ذهبنا الى مملكة سليمان لسلمت بلادنا منهم ، ولكن لو جاءنا بجنوده لدمرت بلادنا تحت سنابك خيلهم ، ذلك ان الملوك حينما يدخلون بلادا ما يحاولون الاستفادة من خيراتها ، وبذلك يستنزفون مواردها لمصلحتهم فتخرب ، فصاحب الأرض وأبناء البلاد بطبعهم يحرصون على موارد بلادهم وخيراتها ، ويحزّ في أنفسهم ان يروا خيرات بلادهم نهبا للأجنبي المستغل ، فالفلاح ـ مثلا ـ يحافظ على أرضه ، ويهتم بها ، ولا ينهكها بالزراعة ، فيزرعها سنة ويتركها في السنة التي تليها لتستعيد التربة قوتها وخصوبتها ، وحين
__________________
(٢) الأنفال / (٦٠).