ينظر الى القيادة من خلال الكفاءة لا النسب والحسب ، فسليمان لم يرث الحكم لو لم تكن لديه الكفاءة.
ويبدو من بعض النصوص : ان سليمان ورث أباه منذ صباه لما أودعه الله فيه من علم وكفاءة.
في أصول الكافي عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر الثاني (ع) قال قلت له : انهم يقولون في حداثة سنك؟ فقال : «ان الله تعالى أوحى الى داود ان يستخلف سليمان وهو صبي يرعى الغنم ، فأنكر ذلك عبّاد بني إسرائيل وعلماؤهم ، فأوحى الله الى داود : أن خذ عصى المتكلمين وعصى سليمان واجعلها في بيت ، واختم عليهما بخواتيم القوم ، فإذا كان من الغد فمن كانت عصاه قد أورقت وأثمرت فهو الخليفة ، فأخبرهم داود (ع) فقالوا : قد رضينا وسلمنا» (١)
[١٧] (وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ)
وربما كانت مهمة الطيور إيصال الرسائل كالحمام الزاجل ، أو التجسس كما فعل الهدهد.
(فَهُمْ يُوزَعُونَ)
اي يوزّعون حيث يقسّم سليمان المهام على جنوده ، والحشر لا يعني انهم مجموعون بشكل فوضوي ، بل انهم موزّعون بشكل منظم.
ويبدو ان الحضارة قد تطورت في عهد سليمان (ع) وانه كان خبيرا بلغات شتى.
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٧٥).