الشيطان ، وحقيقة يهتدي إليها بالوحي والعقل.
والحق والباطل يختلطان في الدنيا لتكون الدنيا دار ابتلاء ، ليس فقط لإرادة البشر ، وانما أيضا لوعيه ، فمن عرف كيف يميّزها عن بعضهما آمن شر الضلالة ، وأكثر الناس يضلون بأهوائهم.
دعنا نشرع من أصل تكوّن الفكرة ومصدرها : القلب كصفحة بيضاء تنعكس عليها حقائق الخلق بما أعطاه الله من نور العقل والعلم ، ولكن قد يتراءى للقلب أشياء ولكن من دون ان تكون لها ـ أساسا ـ حقيقة خارجية. كيف يتم ذلك؟
دعنا نضرب مثلا : انك تعلم أن العين ترى الأشياء عبر الضياء ، ولكن هل حدث لك ان اصطدمت بشيء فتراءى لعينك بريق شديد ، أو هل داخ رأسك فرأت عينك مثل الأنجم. ما هذه؟ انها ارتعاشة اعصاب العين ، وليست أشعة الأشياء تنعكس عليها ، أنها ـ بالتالي ـ حركة ذاتية للعين ترى حركتها الداخلية. أليس كذلك؟!
ومثل آخر : هل أصبت بنزلة برد ، وهل حدثت لديك قشعريرة شديدة؟ إن مصدرها الاعصاب في الداخل ، وليست عاصفة ثلجية في الخارج.
وهؤلاء الذين يستخدمون المخدرات يرون أشياء كثيرة ليس لها واقع. انما هي حركة أعصابهم من الداخل ، كذلك في داخل القلب مصدران للأفكار لا يمتّان إلى الحقائق بصلة :
أولا : الأهواء : حيث ان السماح للهوى باحتلال كل القلب يجعله اسودا لا يبصر نورا ، انما يبتدع الأفكار ابتداعا ، وهذا هو الإفك بذاته.
ثانيا : الخيال : الذي هو بدوره حركة ذاتية للقلب ، لا شأن لها بالواقع