.................................................................................................
______________________________________________________
هذا تمام الكلام فيما يتعلّق بكلام المصنّف ، وبقي فروع اخر يأتي ذكرها. وينبغي التعرّض لبيان الحال في المسألة ، لأن كانت عامّة البلوى قويّة الإشكال.
فنقول : كلام من اعتبر المنزل قد اختلف أشدّ اختلاف ، فلم يتفق ثلاثة منهم على قولٍ واحد أو عبارةٍ واحدة ليس فيها اختلاف ، وقد سمعت كلامهم (١) برمّته وقد أشرنا عند نقلها إلى مواضع من ذلك.
واللام في كلامهم إن كانت للملك كانت أكثر عباراتهم دالّة على اشتراط الملك في المنزل والضيعة فيما ذكر فيه الضيعة وأنّها له ، وإن قلنا إنّها للاختصاص حصلت المخالفة بين متقدّميهم وجماعة من متأخّريهم ممّن صرّح باعتبار الملك.
وقد اختلف الناس في فهم كلامهم ، فظاهر «المختلف (٢) والمدارك (٣) والذخيرة (٤) والحدائق (٥)» وصريح «المصابيح» أنّ الشيخ ومَن وافقه اعتبروا المنزل الّذي يكون ملكاً له ، بل في «المصابيح» في أوّل كلامه الاتفاق على اعتبار الملك واستيطانه وإن اختلفوا في اعتبار كونه منزلاً وفي اتصال ذلك الاستيطان ودوامه (٦) ، انتهى. وفهم منهم صاحب «الرياض» عدم اعتبار الملك في المنزل فقال : لا خلاف في عدم اعتبار الملك في الوطن المستوطن فيه المدّة المزبورة كلّ سنة (٧) انتهى. وهو الّذي استقرّ عليه رأي الاستاذ في «المصابيح (٨)» ومنع الإجماع والشهرة على اعتبار الملك.
__________________
(١) تقدّم في ص ٤٨٩ ٤٩٣.
(٢) مختلف الشيعة : في صلاة السفر ج ٣ ص ١٤٢.
(٣) مدارك الأحكام : في صلاة المسافر ج ٤ ص ٤٤٣.
(٤) ذخيرة المعاد : في صلاة المسافر ص ٤٠٨ س ٥ ٦.
(٥) الحدائق الناضرة : في صلاة المسافر ج ١١ ص ٣٥٩ ٣٦٠.
(٦) مصابيح الظلام : في صلاة المسافر ج ١ ص ١٦٤ السطر الأخير (مخطوط في مكتبة الگلپايگاني).
(٧) رياض المسائل : في صلاة المسافر ج ٤ ص ٤١٩.
(٨) مصابيح الظلام : في صلاة المسافر ج ١ ص ١٦٧ و ١٦٨ س ٢٨ و ٢٧ (مخطوط في مكتبة الگلپايگاني).