كانت الآية (٦٦) في حلّية أكل الغنائم ، وهذه الآيات الثلاث تشكل حكما واحدا حيث يجب تقسيم الغنائم التي يحصل عليها الجيش المجاهد بين المقاتلين ، بعد إخراج خمسها لبيت المال ، اما ما وراء الغنائم من الأنفال ، فهي لبيت المال ـ الدولة ـ.
اما الآيات الاخرى في السورة فهي تدور حول صفات المؤمنين الصادقين والتي منها تصديقهم بالغيب. إذ يستجيبون للرسالة حتى ولو كانت مخالفة لأهوائهم أو نظراتهم الضيقة ، حيث اخرج الله نبيه بالحق بالرغم من كراهة طائفة من المؤمنين ، والهدف كان كسب القتال فقد أمد الله جيش الإسلام بالملائكة ليكونوا بشرى للقلوب ، وتستمر الآيات تتحدث عن الجهاد وعوامل هزيمة الكفار وأسباب انتصار المسلمين التي يأمرنا ربّنا بها ، في الآيات (١٥) ومنها الثبات وارادة مرضاة الله تعالى ، وطاعة القيادة ، والاستجابة لدعوة الرسول (ص ) ، وتجنب الفتنة ، والتحرر من جاذبية الأهل والأموال ، والتقوى والبصيرة.
أما مكر الكفار ودعاياتهم التي تتحدث عنها الآيات (٣٠) فانها زائلة مثل قولهم : انهم قادرون على ان يأتوا بمثل القرآن ، أو التحدي باستعجال العذاب ، أو الصلاة عند البيت مكاء وتصدية أو إنفاق أموالهم التي من نتائجها تعبئة الكفار ، لكي يكون القضاء عليهم مرة واحدة.
ويبين القرآن ضرورة القتال الشديد ضد الكفار بهدف اقتلاع جذور الفتنة ، وعدم الخوف لان نصر الله قريب. إذ ان الله سبحانه يقضي بالحرب برغم تهاون فريق من المسلمين عنها خوفا ، لكي يقضي امرا كان مفعولا ، ولكنّ للنصر شروطا منها الثبات والطاعة وعدم النزاع ، والصبر وعدم البطر ، وتجنب الرياء ، وان يكون الهدف هو مرضاة الله ، اما أولئك الذين استهدفوا الصد عن سبيل الله فان الشيطان غرهم ثم تركهم ، اما المؤمنون فان الدين يشجعهم على الجهاد وليس هذا غرورا وإذا