الشاكة والمترددة.
(وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
أي انفصل عن واقع الجاهلية نظريا بالحنفية ، وعمليا بالتوحيد.
[١٠٦] وجاءت الآية الثالثة تؤكد نهاية الآية الثانية وهي رفض الشرك وتعلّلها بقوله تعالى :
(وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ)
أي لا تطلب حاجة من الآلهة الصماء أو الآلهة البشرية الضعيفة التي تعبد من دون الله ، من دون أن تملك شيئا من قوة النفع والضرر الّا بأذن الله.
(فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ)
ان التسليم للآلهة والشركاء ظلم للنفس ، حين يفقد البشر هويته التي هي أغلى جوهرة يملكها ، وهو ظلم للناس بتشجيع الضلالة الفكرية ، والتسلط السياسي ، وهو ظلم للشركاء أنفسهم بتشجيعهم على امتهان حرفة الطغيان ، والزعم بأنهم آلهة من دون الله.
[١٠٧] النافع الضار هو الله حقا ، لأنه إذا ابتلى أحدا بضرّاء لا يكشفها أحد غيره ، وان منح خيرا لم يقدر أحد على سلبه.
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
الذي تسبق رحمته غضبه ، ولا يؤاخذ أهل الأرض بألوان العذاب رحمة بهم