فبدّل الفقر والاستضعاف الى غنى ورفاه.
(لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ)
ربكم على هذه
النعم ، ومعنى الشكر هو المحافظة على تلك العوامل التي غيرت واقعكم الفاسد ومن
أبرزها الوحدة وتجنب الفتنة عن طريق طاعة القيادة الرسالية التي تدعوكم أبدا الى
ما فيه حياتكم ، كما ذكرت في الآية السابقة.
التجسس لصالح العدو خيانة :
[٢٧] ان
التهاون في طاعة الرسول (ص ) يعتبر خيانة بعهدهم مع الرسول وبأمانة البيعة التي في
أعناقهم.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
ومن ابرز مظاهر
الخيانة التجسس لصالح العدو ، ونقل المعلومات الهامة الى مناهضي الرسالة كما فعل
أبو لبابة في عصر الرسول حيث بعثه الرسول الى يهود بني قريظة وقد كانوا خانوا
عهدهم مع رسول الله ، فأمرهم الرسول بالنزول على حكم سعد بن معاذ ، فقالوا : أرسل
إلينا أبا لبابة وكان مناصحا لهم لان عياله وماله وولده كانت عندهم ، فبعثه رسول
الله فأتاهم فقالوا له : يا أبا لبابة أ تنزل على حكم سعد بن معاذ؟ فأشار ابو
لبابة الى حلقه (انه الذبح فلا تفعلوا ) ، فأتاه جبرئيل يعني رسول الله فأخبره
بذلك. قال ابو لبابة فو الله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت اني خنت الله
ورسوله ، فنزلت الآية فيه. فلما نزلت شد نفسه على سارية من سواري المسجد وقال
والله لا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب الله عليّ ، وهكذا بقي على ذلك
سبعة أيام حتى تاب الله عليه فحلله رسول الله.
__________________