ثالثا : أن الرسول أجابهم بصورة مؤكدة ، وحلف بربه حلفا يؤثر في وجدان السامعين ، لأنه يتصل بمن ربّاه وأنعم عليه ، وعموما القسم بالرب قسم وجداني عميق الأثر.
وبعد الحوار أكّد الرسول على أن حاجز الغرور هو الذي يفصلهم عن الايمان ، فيزعمون أنهم قادرون على مقاومة نفوذ الرسالة ، أو الإتيان بأفضل منها حتى يسبقوها!! كلا.
(وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ)
التذكير بالآخرة نقطة الانطلاق :
[٥٤] الإنسان بفطرته مؤمن ، ولكن دواعي الشهوة والطيش والغرور ، والجهل تمنعه عادة عن الارتفاع الى مستوى الايمان ، ويهدم القرآن جدار الغرور بتذكير البشر بيوم فاقته ، حين يحين ميعاد جزائه على ظلمه لنفسه ، عند ما يتمنى لو كان يملك ما في الأرض جميعا ليفتدي بها عن نفسه ، فيخلّصها من العذاب ، ولكن هيهات!!
وهنا لا بد أن يتذكر الإنسان بأن المهم ليس ما يملك لأنه يزول عنه ، ولكن نفسه وعمله هما الباقيان.
(وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ)
ظلما ذاتيا بارتكاب المعاصي ، أو ظلما اجتماعيا باغتصاب حقوق الآخرين ، لو أنها كانت تملك
(ما فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ)