ان ملائكة الله يحصون على الإنسان كل صغيرة وكبيرة حتى لا يقدر على التحايل عليهم ، والادعاء بأنه قد عمل صالحا.
ويبدو أن هذه الآية تصدق على الحضارات البشرية التي تبدء بصعوبات كبيرة حتى تبلغ مرحلة النضج ويعم الرخاء ، ثم يمكر البشر في آيات الله فتنحدر الى الحضيض ، كما تنطبق على حياة كل واحد من البشر ، تحمل الصعاب حتى بلغ منيته ، ولكنه أغتّر بعئذ بنعم الله عليه فكفر بها ، فأزالها الله عنه.
[٢٢] وكمثل على هذه الحقيقة يبيّن ربنا سبحانه قصة راكبي البحر بالسفينة الشراعية التي وقفت في عرض البحر بسبب ركود الهواء ، ثم تهب عليها ريح طيبة فيستبشرون بها ، ولكنهم في ذات الوقت يفرحون بها ممّا ينسيهم شكر الله.
وبعد فترة من الوقت يحيط بهم الخطر بسبب تحول الريح الطيبة الى ريح عاصف تثير الأمواج العاتية حول السفينة ، فلما رأوا ذلك تضرعوا الى الله سبحانه لينقذهم من الخطر ، فلما نجاهم إذا هم يكفرون.
(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ)
أي أحاط بهم الخطر بحيث أصبحوا محاصرين من كل مكان دون قدرة على الفرار ، وربما الظن هنا ـ كما في سائر الآيات ـ بمعنى التصور فهو أشد وقعا في النفس وتأثيرا.
(دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)
أي كان ادعاؤهم مختلفا عن دعائهم السابق ، ففي السابق كانوا يدعون الله