المؤمنين وفي قتلك بكل ما أمكنهم فلم يقدروا عليه ، وقيل : انهم كانوا يريدون في كيده وجها من التدبير فاذا لم يتم ذلك فيه تركوه وطلبوا المكيدة في غيره فهذا تقليب الأمور عن أبي مسلم. (١)
وأتصور ان تقليب الأمور للرسول (ص ) (ولم يأت عليه ) يعني : تبيانها بصورة غير صورتها الحقيقية وذلك للاشارة الى مدى كذب هؤلاء على الرسول (ص ) وتمرسهم في الاشاعات الباطلة والله العالم.
ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل فهذا الدين قد ظهر ، وذابت تلك الاشاعات في حرارة الانتصار وتحقق الرسالة.
(حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كارِهُونَ)
كانوا يحاولون أبدا تحوير الحقائق بأقوالهم وإطفاء نور الله بما يخرج من أفواههم من ألفاظ فارغة لا تعني شيئا.
واقع المنافقين :
[٤٩] ان بعض المنافقين يريدون تطويع الدين لشهواتهم وأهوائهم ويطالبون القيادة الدينية بان تسمح لهم بارتكاب بعض المحرمات. زعما منهم ان لهم الحق في ذلك ويهددون القيادة بأنها لو لم تأذن لهم بمثل ذلك لتركوا الدين ولخالفوا أوامر الله ، وتكون الخطيئة على عاتق القيادة التي استصعبت عليهم الأمور. فهل هذا صحيح؟ كلا : إذ ان الدين هو المهيمن على تصرفات البشر ، والقائد لمسيرته لا العكس كما يريده المنافقون ، وبالتالي يجب أن يتّبع الدين لا ان يتّبع ، ومن جهة
__________________
(١) مجمع البيان ج ٥ / ٣٦.