قال الواقدي : وحدّثنا عبد الملك بن وهب ، عن عطاء بن أبي هارون قال : رأيت الرجل من أصحاب ابن الزبير ـ رضي الله عنهم ـ يقاتل وما يستطيع أن يحمل السلاح كما يريد وما كانوا يستغيثون إلا بزمزم (١).
قال الواقدي : وحدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، قال : رأيت حجارة المنجنيق ترمى بها الكعبة تجيء كأنها جيوب النساء (٢) ، ورأيت كلبا رمينا به فكفأ قدرا لنا فيها جشيش (٣) ، فأخذنا الكلب فذبحناه فوجدناه كثير الشحم ، فكان خيرا لنا من الجشيش وأشبع.
قال الواقدي : وحدّثنا موسى بن يعقوب عن ، عمه (٤) ، عن أبيه قال : كنت إلى جنب ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ وهو يصلي خلف المقام وحجارة المنجنيق تهوي ململمة ملساء كأنها خرطت ، وما يصيبه منها (٥) شيء. فوقف عليه مولى له يقال له : يسّار ، فقال : قدم جابر بن عبد الله ، ورافع بن خديج ، وسلمة بن الأكوع ، وأبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنهم ـ آنفا فكلّموا الحجاج في أن يدعه ، فإنه قد منع الناس من الطواف بالبيت ، فأرسل إلى أصحاب المنجنيق ، وعليهم طارق بن عمرو ان يكفوا فكفوا حتى صدر الناس من الطواف ، فأرسل (٦) إلى أصحاب المنجنيق وعليهم طارق بن عمرو ، فكان من قول الحجاج : إني لكاره لما ترون ، ولكن ابن الزبير لجأ إلى البيت ، والبيت لا يمنع خالع طاعة ، ولا عاصيا ، ولو أنه اتقى الله ـ تعالى ـ
__________________
(١) تقدّم هذا برقم (١٠٨٤) وفي السند هناك (عطاء بن أبي مروان) ولم نقف لهما على ترجمة.
(٢) تهذيب تاريخ ابن عساكر ٧ / ٤٢١ ، وتصحفت فيه العبارة إلى (جنوب الشتاء).
(٣) الجشيش : أن تطحن الحنطة طحنا غير ناعم ، ثم يلقى عليها تمر ، أو لحم ، فيطبخ. لسان العرب ٦ / ٢٧٣.
(٤) هو : يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة.
(٥) تهذيب ابن عساكر ٧ / ٤٢١.
(٦) كذا في الأصل.