١٣٦٥ ـ وسمعت عبد الرحمن بن محمد الجدي يذكر أنه رأى محمد بن ابراهيم خلف المقام يصلي فكان فيه ذلك الجناح على حاله حتى دخلت المبيّضة ، فقطعه حسين بن حسن ووضع الجناح لاصقا بالكواء التي / كانت أبواب الجناح وذلك في سنة المائتين في الفتنة (١) ، فأقامت على ذلك من الخراب حتى أمر أمير المؤمنين المعتصم بالله في سنة إحدى وعشرين ومائتين بعمارة دار العجلة ، فأشرع الجناح وجعل شباكه بالحديد ، وجعلت عليه أبواب مزررة تطوى وتنشر ، فهو قائم إلى يومنا (٢). وكان حسين قد خرّب دار العجلة خرابا شديدا حتى قال في ذلك شاعر من أهل مكة ، وذكر رجلا يدعو عليه ويتمثل في شعره بخراب دار العجلة ، فقال :
عجّل الله لك الخزي كما |
|
عجّل الخزي لدار العجلة |
بعد سكنى ريّس النّاس[بها](٣) |
|
صار تلّا وعاد فيها مزبلة |
ذكر
ذرع طول جدرات المسجد الحرام
وذرع جدر المسجد الحرام الذي يلي المسعى ـ وهو الشرقي ـ ثمانية عشر ذراعا في السماء. وفي هذا الجدر تحت الشرافات المكشوفات كتاب مكتوب بفسيفساء ، كان أمر به عبد الله بن محمد بن داود أن يكتب.
وطول الجدر الذي يلي الوادي ـ وهو الشق اليماني ـ اثنان وعشرون ذراعا.
وطول الجدر الذي يلي باب بني جمح ـ وهو الغربي ـ اثنان وعشرون
__________________
١٣٦٥ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.
(١) راجع عن فتنة هؤلاء إتحاف الورى ٢ / ٢٦٢ ـ ٢٧١.
(٢) أنظر الأزرقي ٢ / ٩٤ ، وابن رستة ص : ٥٣.
(٣) زدناها في البيت ليستقيم الوزن.