واحدة ، ولذلك لم يفصلوا بينهما ؛ لأنهما نزلتا جميعا في مغازي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسميت طولا لطولها. وحكي عن سعيد بن جبير «أنه عدّ السبع الطّول : البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، ويونس» (١).
والطّول ـ بضم الطاء ـ جمع طولى ، كالكبر جمع كبرى. قال أبو حيّان التوحيديّ (٢) : «وكسر الطاء [مرذول]» (٣).
[والمئون] (٣) : ما ولي السبع الطّول ؛ سميت بذلك لأنّ كلّ سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها.
والمثاني : ما ولي المئين ؛ وقد تسمّى سور القرآن كلّها مثاني ، ومنه ، قوله تعالى : (كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ) (الزمر : ٢٣) ، (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) (الحجر : ٨٧).
وإنما سمي القرآن كله مثاني لأنّ الأنباء والقصص تثنّى فيه. ويقال : إن المثاني في قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي) (الحجر : ٨٧) ، هي آيات سورة الحمد ، سماها مثاني لأنها تثنى في كل ركعة.
والمفصّل : ما يلي المثاني من قصار السور ؛ سمّي مفصّلا لكثرة الفصول التي بين السور ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). وقيل : لقلة المنسوخ فيه. وآخره : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) وفي أوله اثنا عشر قولا :
أحدها : الجاثية.
ثانيها : القتال ؛ وعزاه الماورديّ (٤) للأكثرين.
ثالثها : الحجرات.
رابعها : «ق» قيل وهي أوّله في مصحف عثمان رضياللهعنه. وفيه حديث ذكره
__________________
(١) أخرجه الطبري في التفسير ١ / ٣٤ ، وأخرجه ابن أبي حاتم (ذكره السيوطي في الإتقان ١ / ١٧٩).
(٢) هو علي بن محمد بن العباس أبو حيّان التوحيدي ، كان متفننا في جميع العلوم من النحو واللغة والشعر والأدب والفقه والكلام على رأي المعتزلة ، وكان جاحظيّا يسلك في تصانيفه مسلكه له مصنّفات عديدة منها «البصائر والذخائر» توفي سنة ٣٨٠ ه (ياقوت ، معجم الأدباء ١٥ / ٥).
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) هو علي بن حبيب أبو الحسن المارودي الشافعي تقدم ذكره ص ٢٧٤.