وبمعنى التوبة : (إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ) (الأعراف : ١٥٦) أي تبنا.
وهذا كثير (١) الأنواع.
وقال ابن فارس في كتاب «الأفراد» : كلّ ما في كتاب [الله] (٢) من ذكر «الأسف» فمعناه الحزن ؛ كقوله تعالى في قصة يعقوب عليهالسلام : (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) (يوسف : ٨٤) إلا قوله تعالى : (فَلَمَّا آسَفُونا) (الزخرف : ٥٥) فإن معناه «أغضبونا» ؛ وأما قوله في قصة موسى عليهالسلام : (غَضْبانَ أَسِفاً) (الأعراف : ١٥٠ وطه : ٨٦) فقال ابن عباس : «مغتاظا».
وكلّ ما في القرآن من ذكر «البروج» فإنها الكواكب ؛ كقوله تعالى : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) (البروج : ١) إلا التي في سورة النساء : (وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) (٧٨) ، فإنها القصور الطوال ، المرتفعة (٣) الحصينة.
وما في القرآن [من ذكر] (٤) «البرّ» و «البحر» فإنه يراد بالبحر الماء ، وبالبرّ التراب اليابس ، غير (٥) واحد في سورة الروم : (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) (الآية : ٤١) فإنه بمعنى البرية والعمران. وقال بعض علمائنا : (فِي الْبَرِّ) قتل ابن آدم أخاه ، وفي (الْبَحْرِ) أخذ الملك كلّ سفينة غصبا.
و «البخس» في القرآن النقص ؛ مثل قوله تعالى : (فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً) (الجن : ١٣) إلا حرفا واحدا في سورة يوسف : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ) (الآية : ٢٠) ؛ فإن أهل التفسير قالوا : بخس : حرام.
وما في القرآن من ذكر «البعل» فهو الزوج ؛ كقوله تعالى : (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَ) (البقرة : ٢٢٨) إلا حرفا واحدا في الصافات : (أَتَدْعُونَ بَعْلاً) (الآية : ١٢٥) ، فإنّه أراد صنما.
وما في القرآن من ذكر «البكم» فهو الخرس عن الكلام بالإيمان ؛ كقوله : (صُمٌّ بُكْمٌ) (البقرة : ١٨) ،
__________________
(١) في المخطوطة : (أكثر).
(٢) من المطبوعة.
(٣) العبارة في المطبوعة : (المرتفعة في السماء).
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) في المخطوطة : (إلا في).