مضروبة في أربعة. قال بعض السلف : إذ لكل كلمة ظاهر وباطن ، وحدّ ومقطع ؛ وهذا مطلق دون اعتبار تراكيبه وما بينها (١) من روابط. وهذا ما لا يحصى ولا يعلمه إلا الله [عزوجل]».
قال : «وأمّ [علوم] (٢) القرآن ثلاثة أقسام : توحيد وتذكير وأحكام ؛ فالتوحيد يدخل فيه معرفة المخلوقات ومعرفة الخالق بأسمائه وصفاته وأفعاله. والتذكير ، ومنه الوعد والوعيد ، والجنة والنار ، وتصفية الظاهر والباطن. والأحكام ؛ ومنها التكاليف كلّها وتبيين المنافع والمضارّ ، والأمر والنهي والندب».
«فالأول : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) (البقرة : ١٦٣) ، فيه التوحيد كلّه في الذات والصفات والأفعال.
والثاني : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات : ٥٥).
والثالث : (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ) (المائدة : ٤٩) ؛ ولذلك قيل في معنى قوله تعالى (٣) : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (الإخلاص : ١) «تعدل ثلث القرآن» (٤). يعني في الأجر ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وقيل : ثلثه في المعنى ؛ لأن القرآن ثلاثة أقسام كما ذكرنا.
وهذه السورة اشتملت على التوحيد».
__________________
(١) في المخطوطة : (تركيبه وما بينهما).
(٢) العبارة في المخطوطة : (وأما القرآن).
(٣) في المطبوعة : (في معنى قوله صلىاللهعليهوسلم..).
(٤) الحديث أخرجه ابن ماجة في سننه ٢ / ١٢٤٤ ـ ١٢٤٥ ، كتاب الأدب (٣٣) ، باب ثواب القرآن (٥٢) من رواية أبي هريرة ، الحديث (٣٧٨٧) ، ومن رواية أنس بن مالك ، الحديث (٣٧٨٨) ، ومن رواية أبي مسعود الأنصاري ، الحديث (٣٧٨٩). وأخرجه أبو داود في سننه ٢ / ١٥٢ ، كتاب الصلاة (٢) ، باب في سورة الصمد (٣٥٣) من رواية أبي سعيد الخدري ، الحديث (١٤٦١) ، وأخرجه الترمذي في سننه ٥ / ١٦٥ ـ ١٦٩ ، كتاب فضائل القرآن (٤٦) ، باب ما جاء في إذا زلزلت (١٠) من رواية أنس بن مالك من حديث طويل (٢٨٩٣) ، ومن رواية ابن عباس من حديث طويل (٢٨٩٤) ، ومن رواية أنس بن مالك من حديث طويل (٢٨٩٥). وفي باب ما جاء في سورة الإخلاص (١١) من رواية أبي أيوب ، وقال بعضهم : امرأة أبي أيوب ـ الحديث (٢٨٩٦) ، وأخرجه النسائي في سننه ٢ / ١٧١ ـ ١٧٢ ، كتاب الافتتاح (١١) باب الفصل في قراءة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (٦٩) من رواية أبي سعيد الخدري ، الحديث (٩٩٥) ، ومن رواية أبي أيوب ، الحديث (٩٩٦) ، وأخرجه مالك في الموطأ ١ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩ ، كتاب القرآن (١٥) ، باب ما جاء في قراءة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (٦) من رواية أبي سعيد الخدري ، الحديث (١٧) ، ومن رواية حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، الحديث (١٩).