ومن صفاته كثرة
التأني في الأمور ، وحسن الاعتقاد في الفقراء ، وأهل الصلاح ، والزهد والتعبد وكل
من ينسب إلى شيء من خصال الخير.
حياته العلمية :
كانت أسرته من
أهل العلم والصلاح ، ولها اعتقاد بالأولياء ، ولكن السيوطي نشأ يتيما فقد توفّي
والده ولم يتمّ السادسة من عمره. وقد شبّ السيوطي على حفظ القرآن وكان قد ختمه وله
دون ثماني سنين ، وحفظ بعد ذلك (عمدة الأحكام) في الحديث وهو لعبد الغني المقدسي ،
و (منهاج الطالبين) للنووي ، و (الألفية في النحو) لابن مالك.
واستمر السيوطي
مواظبا على طلب العلم لا يعرف الكلل أو الملل ، فلازم العلماء ملازمة تامة يشغل
وقته كله متنقّلا من حلقة شيخ إلى مجلس عالم.
واستمر السيوطي
مواظبا على طلب العلم مما جعل أساتذته يجيزونه بالإفتاء والتدريس وهو في سن مبكرة
، وبتنوع مناهله ، وكثرة شيوخه كان نبوغ السيوطي ، فهو قد أخذ الفقه ، والنحو عن
جماعة من الشيوخ ، وأخذ الفرائض عن العلّامة فرضي زمانه الشيخ شهاب الدين
الشارمساحي. وقد بدأ التأليف في سنة (٨٦٦ ه) وكان أول شيء ألّفه (شرح الاستعاذة
والبسملة).
ولزم في الحديث
والعربية تقي الدين الشّمنّي أربع سنين وكتب له تقريظا على شرح «ألفية ابن مالك» وعلى
«جمع الجوامع» في العربية.
وقد شهد له
بالتقدم والنبوغ أكثر من مرة.
وقد أخذ جملة
من العلوم والفنون ، منها التفسير والأصول والعربية والمعاني عن العلامة محي الدين
الكافيجي إلى غير ذلك من الدروس التي حضرها على كبار العلماء في ذلك العصر.
يقول : «قد
رزقت ، ولله الحمد» ، التبحّر في سبعة علوم : «التفسير ، والحديث ، والفقه ،
والنحو ، والمعاني ، والبيان ، والبديع ، على طريقة العرب والبلغاء لا على طريق
المتأخرين من العجم وأهل الفلسفة ، بحيث أن الذي وصلت إليه في هذه العلوم سوى
الفقه لم يصل إليه ، ولا وقف عليه أحد من أشياخي فضلا عمّن دونهم ، وأما