السّبكي. وألّف الإمام سراج الدين بن الملقّن كتاب (الأشباه والنظائر) مرتّبا على الأبواب وهو فوق
كتاب الأسنوي ودون ما قبله.
وألّفت (كتاب
الأشباه والنظائر) مرتّبا على أسلوب آخر يعرف من مراجعته ، وهذا الكتاب الذي شرعنا
في تجديده في العربية يشبه كتاب القاضي تاج الدين الذي في الفقه فإنه جامع لأكثر
الأقسام ، وصدره يشبه كتاب الزركشي من حيث أن قواعده مرتبة على حروف المعجم.
وقد قال الكمال
أبو البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري في كتابه (نزهة الألباء في طبقات الأدباء)
: «علوم الأدب ثمانية : اللغة ، والنحو ، والتصريف ، والعروض ، والقوافي ، وصنعة
الشعر ، وأخبار العرب ، وأنسابهم». قال : «وألحقنا بالعلوم الثمانية علمين
وضعناهما ، علم الجدل في النحو ، وعلم أصول النحو ، فيعرف به القياس ، وتركيبه ،
وأقسامه ، من قياس العلّة وقياس الشبه وقياس الطرد ، إلى غير ذلك على حد أصول
الفقه ، فإن بينهما من المناسبة ما لا خفاء به ، لأن النحو معقول من منقول ، كما
أن الفقه معقول من منقول» .
وقال الزركشيّ
في أول قواعده : «كان بعض المشايخ يقول : العلوم ثلاثة ، علم نضج وما احترق وهو
علم النحو والأصول ، وعلم لا نضج ولا احترق وهو علم البيان والتفسير ، وعلم نضج
واحترق وهو علم الفقه والحديث». انتهى.
ما
اشتمل عليه الكتاب : وهذا الكتاب بحمد الله مشتمل على سبعة فنون :
الأول
: فنّ القواعد
والأصول التي تردّ إليها الجزئيات والفروع وهو مرتّب على حروف المعجم ، وهو معظم
الكتاب ومهمّه ، وقد اعتنيت فيه بالاستقصاء والتتبّع والتّحقيق ، وأشبعت القول فيه
، وأوردت في ضمن كل قاعدة ما لأئمّة العربية فيها من مقال وتحرير وتنكيت وتهذيب ،
واعتراض ، وانتقاد وجواب وإيراد ، وطرّزتها بما عدوّه من المشكلات من إعراب الآيات
القرآنية ، والأحاديث النبوية ، والأبيات الشعرية ،
__________________