.................................................................................................
______________________________________________________
وفي الثانية : «فصنعه» وكذا في قوله عليهالسلام : «فعمل به» الوارد في خبر صفوان ـ على اعتبار كون انبعاث المكلف نحو الفعل ناشئا من بلوغ الثواب وسماعه كما هو مقتضى الترتب المستفاد من الفاء ، ولا معنى لتأثير البلوغ والسماع في الفعل إلّا إذا كان ما يورثه من القطع والظن والاحتمال لتأثير البلوغ والسماع في الفعل إلّا إذا ما يورثه من القطع والظن والاحتمال داعيا إلى العمل ، وعليه يكون قصد رجاء الثواب دخيلا في تحقق الجزاء وهو قوله عليهالسلام : «كان أجر ذلك له» أو «كان له» أو «كان له أجر ذلك» ونحوه مما يدل على ترتب الثواب على الفعل المحتمل مطلوبيته.
وأما خبرا محمد بن مروان ـ وفي أولهما : «ففعل ذلك طلب قول النبي» وفي ثانيهما «ففعله التماس ذلك الثواب أوتيه» ومثلهما رواية جابر المروية عن طرق العامة وفيها «فأخذها وعمل بما فيها إيمانا بالله ورجاء ثوابه» ـ فدلالتهما على المقصود أظهر لو لم يكونا صريحين فيه ، فان المحرّك نحو العمل ليس إلّا ابتغاء الأجر الموعود ، وقد رتب الجزاء ـ وهو «أوتيه» وما بمعناه ـ على خصوص الفعل الّذي كان قصد الثواب مقارنا لنفس العمل ، فلم يترتب الجزاء على الفعل الصادر بأي داع حتى يثبت استحباب ذات الفعل ، بل انما كان من آثار العمل المقيد برجاء المطلوبية.
ومنه يتضح أنه لو نوقش في دلالة الصحيحة والحسنة على المدعى بمنع ظهور الفاء في «فعمله» في الترتب ـ لاحتمال كونها عاطفة كما في «من سمع الأذان فبادر إلى المسجد كان له كذا» فكأنه قال : «من سمع الأذان وبادر ...» فلا ترتب في البين ـ كان في ظهور خبري محمد بن مروان كفاية لإثبات المدعى ، فيقيد إطلاق الصحيحة بهما كما سيظهر. هذا توضيح ما أفاده شيخنا الأعظم في تقرير الإشكال في كل من الرسائل ورسالة قاعدة التسامح ،