.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
فمنها ما كتب إليّ به أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن نوح السيرافي رحمهالله في جواب كتابي إليه ، والّذي سألت تعريفه من الطرق إلى كتب الحسين بن سعيد الأهوازي رضياللهعنه .... إلى أن قال : فأمّا ما عليه أصحابنا والمعوّل عليه ما رواه عنهما أحمد بن محمد بن عيسى .... إلى أن قال : وأخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى العطار القمي ، قال : حدثنا أبي وعبد الله بن جعفر الحميري وسعد بن عبد الله جميعا عن أحمد بن محمد بن عيسى ...».
ولا ريب في ظهور هذا الكلام في اعتماد الأصحاب والسيرافي على ما رواه أحمد بن محمد بن يحيى العطار من كتب الحسين والحسن ابني سعيد الأهوازي خصوصا مع ملاحظة ما ورد في شأن السيرافي من التجليل ، قال النجاشي في حقه : «كان ثقة في حديثه متقِنا لما يرويه فقيها بصيرا بالحديث والرواية ، وهو أستاذنا وشيخنا ومن استفدنا منه ، وله كتب كثيرة» (١) وأنت ترى أن في توصيفه بالإتقان لما يرويه وبصيرته بالحديث دلالة على مهارته وتضلعه في نقد الأحاديث وتثبته في نقلها ، وهذا أمر زائد على مجرد الضبط المعتبر في الراوي المدلول عليه بأنه ثقة ، ومع هذا ، فلو كان في الرّجل شائبة الغمز هل كان يصح للسيرافي أن يعتمد في رواية كتب الحسين بن سعيد على رواية أحمد بن محمد بن يحيى لها ، بل كان عليه أن يقنع بقوله : «والّذي عليه أصحابنا» من دون تعقيبه بقوله : «والمعول عليه».
ولكن مع ذلك فقد ناقش بعض الأعاظم في دلالته على وثاقة الرّجل بقوله : «ويرده أولا : ما عرفت من أن اعتماد القدماء على رواية شخص لا يدل على
__________________
(١) رجال النجاشي ، ص ٤٤.