إن قلت (١) فما معنى ما اشتهر من كون المصدر أصلا في الكلام
قلت (٢): ـ مع (٣) أنّه محلّ الخلاف ـ معناه (٤) أنّ الّذي وضع أوّلا بالوضع الشخصي ثم بملاحظته وضع نوعيا أو شخصيا
______________________________________________________
(١) هذا إشكال على إنكار كون المصدر أصلا للمشتقات ، وحاصله : أنّ هذا الإنكار ينافي ما اشتهر بين أهل العربية من أنّ المصدر أصل في الكلام.
(٢) قد أجاب المصنف عن هذا الإشكال بوجهين :
أحدهما : عدم تسالمهم على ذلك ، لذهاب الكوفيين إلى أنّ الأصل في الكلام هو الفعل.
ثانيهما وهو العمدة : أنّ المراد بكون المصدر أصلا هو : أنّ الواضع وضع أوّلا المصدر وضعا شخصيا ، ثم بملاحظته وضع غيره من الهيئات الخاصة التي تناسب المصدر مادة ومعنى وضعا شخصيا أو نوعيا ، مثلا وضع الواضع كلمة ـ الضرب ـ للحدث المنسوب إلى فاعل ما شخصيا ، ثم بملاحظته وضع هيئة ـ ضرب ـ نوعيا لفعل الماضي من كلّ مادة وان كانت مؤلفة من حروف أخرى مثل ـ ن ص ر ـ ، وشخصيا لنسبة الحدث الضربي التحققي إلى رجل فمعنى كون المصدر أصلا هو : أنّ ما يتصور أوّلا من مادة ـ ض ر ب ـ أو ـ ن ص ر ـ مثلا بصورة ثم تتصور بصور أخرى هو المصدر كما عليه البصريون ، أو الفعل كما عليه الكوفيون. وليس معناه كون المصدر بمادته وهيئته مادة للمشتقات ، فإنّ ذلك من الأغلاط الواضحة ، لعدم انحفاظ المصدر لا بهيئته ولا بمعناه في المشتقات ، لمباينته لها هيئة ومعنى كما هو أوضح من أن يخفى.
(٣) هذا إشارة إلى الجواب الأوّل.
(٤) هذا إشارة إلى الجواب الثاني ، وقد عرفت تقريب كليهما.