إنّ الكلام لفي الفؤاد وإنّما |
|
جعل اللسان على الفؤاد دليلا |
وقد انقدح مما حققناه (١) : ما في استدلال الأشاعرة على المغايرة بالأمر (٢) مع عدم الإرادة (٣) كما في صورتي الاختبار والاعتذار (٤) من (٥) الخلل ، فإنّه (٦) كما لا إرادة حقيقة في الصورتين لا طلب
______________________________________________________
(١) يعني : من ثبوت الطلب والإرادة الحقيقيّين والإنشائيين.
(٢) متعلق باستدلال ـ وحاصل استدلال الأشاعرة بذلك هو : أنّه في الأوامر الامتحانية يكون الأمر موجودا بدون الإرادة ، فهذا الانفكاك دليل على مغايرة الطلب والإرادة ، لوجوده دونها في الأوامر الاختبارية.
(٣) أي : مع عدم الإرادة الحقيقية ، فالطلب موجود بدون الإرادة.
(٤) أي : إظهار عذره في مؤاخذة عبده لدفع اللوم عن نفسه ، فيأمر عبده بشيء ولا يريد منه الفعل ، بل يريد بأمره رفع لوم الناس في ضرب عبده باعتذار أنّ العبد قد عصاه ، فإنّ الطلب في صورتي الاختبار والاعتذار موجود بدون الإرادة.
(٥) بيان ل ـ ما ـ الموصولة في قوله : «ما في استدلال الأشاعرة».
(٦) الضمير للشأن ، وهذا بيان للخلل.
وحاصله : فقدان الطلب الحقيقي والإرادة الحقيقية معا في صورتي الاختبار والاعتذار ، لا أنّ الطلب موجود بدون الإرادة ، قال القوشجي بعد
__________________
أو يشك فيه ، وأنّ المعنى النفسيّ الّذي هو الأمر غير الإرادة ، لأنّه قد يأمر الرّجل بما لا يريده ، كالمختبر لعبده هل يطيعه أم لا ، وكالمعتذر من ضرب عبده بعصيانه ، فإنّه قد يأمره وهو يريد أن لا يفعل المأمور به ، ليظهر عذره عند من يلومه» انتهى.