لحاظه (١) وجوده ذهناً كان (*) جزئياً ذهنياً (٢) ، فإنّ الشيء ما لم يتشخص
______________________________________________________
هي بلحاظ جزئه وهو العارض ، وقد يطلق الكلي العقلي على معنى كلي مقيد بأمر ذهني غير الكلية المذكورة ، وهذه التسمية إنّما تكون بعلاقة المشابهة بينه وبين الكلي العقلي المصطلح في كون موطن كل منهما العقل ، وإطلاق المصنف (قده) الكلي العقلي على المعاني الكلية المقيدة باللحاظ الاستقلالي ـ كما في المعنى الاسمي ـ وباللحاظ الآلي ـ كما في المعنى الحرفي ـ يكون من هذا الباب.
(١) أي : أنّ لحاظ المعنى الكلي وجوده ذهناً ، فقوله :«وجوده»خبر ـ لحاظه ـ.
(٢) توضيحه منوط بتقديم أمرين :
الأوّل : أنّ الشيء ما لم يتشخص لم يوجد سواء كان وجوداً ذهنياً أم خارجياً.
الثاني : أنّ الوجود الذهني لَمّا كان نفس لحاظ النّفس وتصورها لا غيره فلا محالة يكون تشخص اللحاظ بتشخص النّفس ، لكونه من عوارضها ، ولا يكون حينئذٍ منافاة بين كون الشيء جزئياً ذهنياً وبين كونه كلياً في نفسه ، لا بمعنى الصدق والانطباق على ما في الخارج ، لوضوح عدم صدق ما في الذهن عليه ، بل بمعنى الحكاية عن الكثيرين في الخارج. إذا عرفت هذين الأمرين يظهر لك : عدم المنافاة بين كون المعنى كلياً وبين كونه جزئياً ذهنياً ، إذ كلّيته بمعنى
__________________
(*) لا يخفى أنّ لفظة ـ كان ـ هذه مستغنى عنها ، وقوله (قده) : «جزئياً» خبر قوله : «كان» في : «وان كان بملاحظة» كما هو في غاية الوضوح ، نعم ـ بناءً على كون كلمة ـ ان ـ شرطية ـ لا تكون ـ كان ـ زائدة بل جواباً للشرط ، لكن هذا الاحتمال في غاية البعد.