عنصر خطر ، وإلى مصدر قلق اجتماعي.
الإيمان بالشفاعة يفتح أمام الإنسان نافذة نحو النور ، ويبعث فيه الأمل بالعفو والصفح ، وهذا الأمل يجعله يسيطر على نفسه ، يعيد النظر في مسيرة حياته ، بل ويشجعه على تلافي سيئات الماضي.
والإيمان بالشفاعة يحافظ على التعادل النفسي والروحي للمذنب ، ويفسح الطريق أمامه إلى أن يتبدل إلى عنصر سالم صالح.
من هنا يمكن القول أن الاهتمام بالشفاعة بمعناها الصحيح عامل رادع بنّاء ، قادر أن يجعل من الفرد المجرم المذنب فردا صالحا. وانطلاقا من هذا الفهم نجد أن مختلف قوانين العالم وضعت فسحة أمل أمام المحكومين بالسجن المؤبّد باحتمال العفو بعد مدة إن أصلحوا أنفسهم ، كي لا يتسرب اليأس إلى نفوسهم بذلك ويتبدّلوا إلى عناصر خطرة داخل السجن أو يصابون باختلالات نفسية.
* * *
٨ ـ شروط «توفّر الشّفاعة»
الشفاعة بمعناها الصّحيح لها قيود وشروط متعددة الجوانب ، كما ذكرنا. من هنا فالمؤمنون بهذا المبدأ لا بدّ أن يسعوا لتوفير شروط الشّفاعة كي يشملهم عطاؤها ، وأن يجتنبوا الذنوب التي تقضي على كل أمل في الشفاعة كالظلم ، وأن يستأنفوا حياة جديدة قائمة على أساس تغيير عميق في أنفسهم وأن يتوبوا من الذنب أو يهمّوا بالتوبة على الأقل من أجل بلوغ درجة «الارتضاء» واتخاذ «العهد الإلهي» (بالتّفسير المذكور).
عليهم أن يكفوا عن مخالفة الأحكام والقوانين الإلهية ، أو يقللوا من هذه المخالفة ما أمكنهم ، ويعمقوا في أنفسهم الإيمان بالله واليوم الآخر.
من جهة اخرى لا بدّ لنيل شفاعة «الشفيع» ، أن يسعى الفرد لإيجاد نوع من