وإما لتنبيه
المخاطب على خطأ ، كقول الآخر : [عبدة بن الطبيب]
إن الذين
ترونهم إخوانكم
|
|
يشفي غليل
صدورهم أن تصرعوا
|
إما للإيماء
إلى وجه بناء الخبر ، نحو (إِنَّ الَّذِينَ
يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) [غافر : الآية ٦٠].
ثم إنه ربما
جعل ذريعة إلى التعريض بالتعظيم لشأن الخبر ، كقوله : [الفرزدق]
إن الذي سمك
السماء بنى لنا
|
|
بيتا دعائمه
أعزّ وأطول
|
أو لشأن غيره ،
نحو (الَّذِينَ كَذَّبُوا
شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ) [الأعراف : الآية ٩٢].
قال السكاكي :
وربما جعل ذريعة إلى تحقيق الخبر ، كقوله : [عبدة بن الطبيب]
إن التي ضربت
بيتا مهاجرة
|
|
بكوفة الجند
غالت ودّها غول
|
وربما جعل
ذريعة إلى التنبيه للمخاطب على خطأ ، كقوله : «إن الذين ترونهم» البيت.
وفيه نظر ؛ إذ
لا يظهر بين الإيماء إلى وجه بناء الخبر وتحقيق الخبر فرق ، فكيف يجعل الأول ذريعة
إلى الثاني؟! والمسند إليه في البيت الثاني ليس فيه إيماء إلى وجه بناء الخبر عليه
، بل لا يبعد أن يكون فيه إيماء إلى بناء نقيضه عليه.
وإن كان
بالإشارة فإما لتمييزه أكمل تمييز ؛ لصحة إحضاره في ذهن السامع بوساطة الإشارة حسا
، كقوله : [ابن الرومي]
هذا أبو الصّقر فردا في محاسنه
__________________