وإما لإظهار تعظيمه أو إهانته ، كما في بعض الأسامي المحمودة ، أو المذمومة.
وإما للتبرك بذكره.
وإما لاستلذاذه.
وإما لبسط الكلام حيث الإصغاء مطلوب ، كقوله تعالى حكاية عن موسى عليه السّلام : (هِيَ عَصايَ) [طه : الآية ١٨] ولهذا زاد على الجواب ، وإما لنحو ذلك.
قال السكاكي : وإما لكون الخبر عام بالنسبة إلى كل مسند إليه ، والمراد تخصيصه بمعين ، كقولك : زيد جاء ، وعمرو ذهب ، وخالد في الدار ، وقوله : [امرؤ القيس بن عابس ، الصحابي]
الله أنجح ما طلبت به |
|
والبرّ خير حقيبة الرّحل (١) |
وقوله : [أبو ذؤيب الهذلي]
النفس راغبة إذا رغّبتها |
|
وإذا تردّ إلى قليل تقنع (٢) |
وفيه نظر ؛ لأنه إن قامت قرينة تدل عليه إن حذف ، فعموم الخبر وإرادة تخصيصه بمعين وحدهما ؛ لا يقتضيان ذكره ، وإلا فيكون ذكره واجبا.
وأما تعريفه فلتكون الفائدة أتم ؛ لأن احتمال تحقق الحكم متى كان أبعد كانت الفائدة في الإعلام به أقوى ، ومتى كان أقرب كانت أضعف ، وبعده بحسب تخصيص المسند إليه ، والمسند كلما ازداد تخصيصا ازداد الحكم بعدا ، وكلما ازداد عموما ازداد الحكم قربا ، وإن شئت فاعتبر حال الحكم في قولنا : «شيء ما موجود» وفي قولنا : «فلان بن فلان يحفظ الكتاب» ، والتخصيص كماله بالتعريف.
ثم التعريف مختلف :
فإن كان بالإضمار فإما لأن المقام مقام التكلم : كقول بشار [بن برد] :
أنا المرعّث ، لا أخفى على أحد |
|
ذرّت بي الشمس للقاصي وللدّاني (٣) |
وإما لأن المقام مقام الخطاب ، كقول الحماسية : [أمامة]
__________________
(١) البيت من الكامل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٢٣٨ ، وأساس البلاغة (حقب) ، وتاج العروس (حقب).
(٢) البيت من الكامل ، وهو لأبي ذؤيب الهذلي في الدرر ٣ / ١٠٢ ، وشرح اختيارات المفضل ص ١٦٩٣ ، وشرح أشعار الهذليين ١ / ٧ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢٦٢ ، ومغني اللبيب ١ / ٩٣ ، وبلا نسبة في همع الهوامع ١ / ٢٠٦.
(٣) البيت من الخفيف ، وهو في ديوان بشار بن برد ص ٢٤٠ (طبعة دار الثقافة).