قوروسوماجو وتانيكا فهؤلاء حاذروا أن يأتوا به إلى ملكهم فيغضب عليهم نظرا للعداء السابق بينه وبينهم فقتلوه وقدموا رأسه إلى خانهم (تيانغ خان) المذكور ، وكذا من كان معه ، فلما جاؤوا برأسه غضب وأسف لقتل ملك عظيم مثل أونغ.
أما سنكون فإنه ذهب إلى تيبت وبقي هناك بضع سنوات ، وقد حاول التيبتيون مرة قتله فعلم بذلك وهرب إلى خوتان (ختن) ، وهناك كان الملك (قليچ قارا) ملك قبيلة قالاچ في ختن فألقى القبض عليه وقتله ، وأرسل رأسه مع عائلته وصغاره من أولاد وغيرهم إلى جنگيزخان (١).
وقد أشار في تاريخ العبري في وقائع سنة ٥٩٩ ه ١٢٠٣ م إلى هذه الوقائع بين ملك كرايت أونك خان (اونغ خان) وبين تموچين (قبل أن يتسمى جنگيز) ، وقال عن الكرايت إنها تدين بالنصرانية وإن تموچين كان في خدمته وهو من قبيلة أخرى وقد ابرز من سن الطفولية إلى أن بلغ حدّ الرجولية بأسا وقهرا للأعداء فحسده الأقران وسعوا به إلى اونك خان ، وما زالوا يغتابونه حتى اتهمه وتغيرت نيته وهم باعتقاله والقبض عليه فانضم إليه غلامان من خدم أونك خان فأعلماه القضية وعينا له الليلة التي يريد فيها اونك خان اغتياله وكبسه وفي الحال أمر تموچين أهله بإخلاء البيوت وكمن هو ورجاله بالقرب منها فلما هاجم اونك خان وأصحابه البيوت لقيها خالية من الرجال وكر عليه تموچين وأصحابه من الكمين وأوقعوا بهم وهزموهم ، وبعد هذه حاربوه مرتين حتى قتلوه وأبطاله وسبوا ذراريه (٢).
وفي ابن العبري أيضا أنه «أنعم على ذينك الغلامين وذريتهما بأن
__________________
(١) شجرة الترك ص ٨٤.
(٢) ابن العبري ص ٣٩٤.