فتناولها وأكلها فوجد طعمها قد صار لذيذا وكانت الأرض ملحا. ومن ثم صار يوضع الملح في الطعام فهو أول مكتشف له. عاش ٢٤٠ سنة.
وخلفه ابنه (ايليجه خان) ثم خلف هذا ابنه (ديب باقوي خان) ومضت له أيام سعيدة وهنيئة. ثم صار ابنه (قويرخان) فحكم بالعدل. ومن ثم توفي فأعقبه في حكمه (النجه خان). وهذا دام ملكه طويلا.
وكان أولاد يافث إلى حكومة ألنجه خان هذا على (دين الحق) أي (ديانة التوحيد) (١). وفي زمنه عمرت المملكة ونال هؤلاء ثروة وغنى فأبطرهم ذلك واعتادوا أن يتخذوا هياكل لأعز أولادهم سواء كان الكبير منهم أو الصغير أو أيا كان محبوبا لديهم فيحفظونه في بيوتهم تذكارا لمن يموت منهم. فيقولون هذه صورة فلان ويقبلونها ويمسحون بوجهها وما ماثل من أنواع التلطف وإظهار الحب كما أنهم اعتادوا أن يضعوا أمام الهياكل اللقمة الأولى من اكلاتهم ويمسحون وجوههم وعيونهم بها وينحنون لها إلى الأرض (يسجدون). وبهذه الوسيلة ودون أن يشعروا عبدوا الاصنام وتظاهروا بعبادتها ....
وهذا وغيره في الأمم الأخرى مما دعا علماء الأديان إلى القول بأن الأديان في الأصل موحدة ثم طرأ عليها الفساد وداخلها الشرك وعبادة الاصنام كما أن التدقيقات الدينية ومراجعة نصوص الديانات لكل
__________________
(١) قال في تلفيق الأخبار يعتقدون بالله ووحدانيته وكانوا يعظمون الكواكب والأجرام السماوية ولا تصح بوجه نسبتهم إلى الوثنية مطلقا ، أو إلى الوثنية الشامانية ، أو إلى البوذية ، أو إلى عبادة الشمس والكواكب وسائر الأجرام العلوية ، أو إلى عدم الديانة مطلقا ومثل هذه الأقوال نسبة الاويغور إلى النصرانية النسطورية ...
فالوضع لم يكن بهذه المبالغة ... وإنما المعروف أنهم يعتقدون بإله واحد وبعضهم يعظم الكواكب أو الأجرام لا بدرجة العبادة ، وأن النصرانية دخلت أولئك ولكن لا بالوجه المعروف للنصارى اليوم ، ولذا حينما رأوا الإسلامية لم يترددوا في اعتناقها ، ووثنيتهم هكذا يقال عنها ... فإنها لم تتمكن منهم ...