وقال ما لأبيك فإنه يأكل خبز مهنا وأنت تأكل خبز أولاده ولم لا تحفظون البلاد وتراعون حق السلطان في كل ما يقصده؟ فأنتم تأكلون الأخباز ومهنا يأكل كسب سيفه وكيف أرجع عن هذا الركب العراقي وفيه مكسب يقوت لمهنا سنة كاملة؟ وإذا أخذت بحقي فإني رجل ما أنا تحت طاعة سلطان مصر ولا سلطان العراق وإنما آكل من سيفي!.
قال فسكت عنه أياما قليلة وقد حضر عنده من عرفه أن ركب العراق قد خرج ووصل إلى المكان الفلاني واهتم للركوب إليه. قال سيف : فقمت إليه ودخلت عليه ولم أزل اترفق له وأتذلل حتى أنعم عليّ بتركهم وبعد أيام وصل الركب وهم خلق كثير من أهل العراق وغيرهم ومعهم أموال جمة وسير مهنا إليهم وقال لهم : لنا خفر عليكم خمسة آلاف دينار وبذلك جرت العادة من العرب. فقالوا نحن ما نعلم شيئا من هذا ولا رأينا ركبا من العراق سافر إلى مكة من غير هذه الأيام ، ولو لا أن علمنا أن البلاد بلاد واحدة ، والاسلام واحد ، وأن الصلح قد انتظم بين ملك مصر وملك بغداد والموصل ما خرجنا. وهذا سنجق الناصر معنا بهذا السبب فلم يشوش مهنا عليهم بل أكرمهم وسهل أمرهم وقال يا سيف قد قبلت دخولك علي لأجلك لا لاجل أبيك ، ولا لأجل الملك الناصر فارجع إلى أهلك. قال وأعطاه فرسا ولأخيه فرسا ورجع إلى أبيه وعرفه بما جرى فقال له أبوه اركب واذهب إلى السلطان وعرفه بما وقع وأقم في مصر إلى أن يدخل موسى وإخوته أولاد مهنا إلى مصر فأنا أعلم أن السلطان ما يفسد ما بينه وبين مهنا ولا بد أن يعيد إليهم اخبازهم فذهب سيف إلى السلطان فرأى أولاد مهنا موسى وإخوته وهم أربعة قد سبقوه بيوم وهم عند السلطان مكرمون وقد عرفوه خبر ركب العراق وأن مهنا لم يتعرض بهم.
ثم لما اجتمع سيف بالسلطان وحكى له بما اتفق شكره على فعله ثم اجتمع كلهم يوما عند السلطان وجرت بينهم مفاوضة فقال السلطان