طويلة ، ثم اجتمع به السيد تاج الدين الأوي (١) فحرفه عن مذهب أهل السنة وصيّره رافضيا ، وسيّر إلى سائر ممالكه يأمرهم أن لا يذكروا في خطبهم إلا اسم عليّ وولديه (رض) ، فوقع بسبب ذلك في مملكته حروب وفتن ملك فيها طوائف كثيرة وثارت أحقاد قديمة ، وضرب على الدنانير والدراهم اسماء الائمة الاثني عشر ، وبقي على مذهب الروافض مدة تسع سنين. فلما كانت سنة وفاته رجع إلى مذهب أهل السنة وكتب إلى سائر ممالكه بذلك. قال النويري : وكان خربندا قبل موته بسبعة أيام قد أمر بإشهار النداء أن لا يذكر أبو بكر وعمر (رض) وعزم على تجريد ثلاثة آلاف فارس إلى المدينة النبوية لينقل أبو بكر وعمر (رض) من مدفنهما فعجل الله بهلاكه. والصحيح ما قاله غير النويري.
وكان خربندا كثير العبث بالغلمان الحسان وبالطرب ، وبلغ من شدة ميله إلى الصور الحسان أنه كان أي من رآها من محارمه وأعجبته تزوجها ، وأي من سمع بها أخذها من زوجها ، وأي من سمع به من أولاد الناس أخذه ، يفعل ذلك في سائر بلاده طوعا ، أو كرها ، ويتمتع ، وكان يحب أفعال المصارعين ، والملاكمين ، ويلعب بالقرد ، أو الدب ، ومن يتمسخر ، وكان كريما جدا يصنع له كل يوم اربعمائة بندقية من الذهب يرمي بها على الناس بقوس البندق فأي من أصاب منها شيئا انتفع به.
وذكر حسن الإربلي أن خربندا بنى في دار المملكة بالمدينة السلطانية بيتا لطيفا وسماه الجنة (٢) ، اتخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضة
__________________
(١) وفي وصاف جاء بهذا اللفظ وهو المشهور والمعروف.
(٢) في وصاف سماه «الفردوس» ، وجاء فيه أن السلطان استدعى من بغداد أربعة آلاف من الصناع أرباب الصنايع البديعة ، والأعمال الدقيقة فذهبوا بأهليهم واستخدمهم للتعمير ـ ج ٤ ص ٥٤١ ـ.