أعادته إلى ملك مكة ودفع أخيه رميثة فجرد خربندا مع حميضة والدرفندي (١) وهو النائب على البصرة وجرد معه جماعة من التتر وعرب خفاجة (٢) ...
وقد جاء عن عرب خفاجة هؤلاء في ابن بطوطة أنهم كانت بيدهم سلطة الكوفة والأنحاء المجاورة لها هناك ... (ص ج ١ منها) ولا تزال مواطنهم حتى الآن قريبة من تلك الأنحاء أي القسم الكبير منهم في لواء المنتفق.
وكان والدهما الشريف أبو نمي محمد بن أبي سعد حسن بن علي ابن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن الحسن بن عليّ (رضي الله عنهم) قد توفي سنة ٧٠١ ه واختلفت أولاده وتنازعت السلطة وهم رميثة وحميضة وأبو الغيث وعطيفة وكان النزاع على إمارة مكة قائما وتدخلات الحكومة المصرية مستمرة وأول علاقة للعراق بهم من ناحية التدخل في الإمارة الوقعة السابقة (٣) ... وكان والدهم توفي وهو من ابناء السبعين. قال الذهبي كان اسمر ضخما شجاعا سايسا مهيبا ولي ٤٠ سنة قال لي الدباهي لولا أنه زيدي لصلح للخلافة لحسن صفاته (٤) ...
وفي عقد الجمان :
«كان حميضة قد التجأ إلى خربندا وطلب منه جيشا يغزو به مكة وساعده جماعة من الروافض وكان قد عين مقدما اسمه الدلقندي وعين معه أربعة آلاف فارس ، وعولوا أنهم إذا ملكوا مكة يروحون إلى المدينة
__________________
(١) سيأتي الكلام عن الدرفندي فقد جاء «الدلقندي».
(٢) أبو الفداء ج ٤ ص ٨٣.
(٣) أبو الفداء ج ٤ ص ٤٩.
(٤) الشذرات ص ٢ ج ٦.