النظام ، وأرباب الخصومات ... كأن هذه وأمثالها هي التاريخ دون غيره ... فاتخذها بعض أعداء الإسلام وسيلة لإظهار المعايب خاصة ، ونوهوا بذكره ، وبالغوا في الثناء العاطر عليه لأنه أعد لهم ما كانوا يأملون ، فوافق مذاقهم ... من الطعن في الحكومات الإسلامية والتنديد بها وترجيح حكومة المغول عليها ...!!
ولا يفوتنا أن رجال الادارة ، ووزراء الحكومة نسمع عنهم أشياء ، ويندد بهم كثيرون من المتضررين بحق أو بغير حق ، وأرباب الحزبية أو العداء الشخصي دون مراعاة للواقع ... فمؤرخنا لم يراع هذه الظروف ولا بالى بها فدون كل ما سمع من طعن ، وأغفل غيره ، أو لم يلاحظ حقيقة الوضع بنظرة صادقة فخالف ما التزمه وجارى أهواءه دون تحاش من باطل ، أو اتباعا لرغبات الآخرين ... قال :
«وأما الدول الإسلامية فلا نسبة لها إلى هذه الدولة حتى تذكر معها» ا ه (١).
وعلى كل لا تنكر قدرته ولا يبخس تلاعبه في البيان لاستهواء القارىء وجذبه لناحيته ... مما يدل على وفور مادة ، وتتبع قويّ ... ولا يضره الغمز المتوجه عليه فلا يخفى عند المقارنة ... ولا تمكن هو من ستر مدحه وغلوّه في ترويج سياسة المغول ، وقد كتب لهذه الغاية وتلك المصلحة ... ولا يكتم ذمه للجويني مع تحقق الغضاضة ...
والمؤلف وإن كان قد قسا في حكمه على الجويني فقد أخذ الكثير من آرائه ونصوصه وجعلها مادته التي عوّل عليها وكتب عنها واتخذ الوقت المناسب للنشر أيام نكبة آل الجويني ، وهو يعرف الفارسية ، وأسلوب كتابه يضارع أسلوب الجويني وقد حذا حذوه بصورة عامة ... واستفاد من
__________________
(١) تاريخ الفخري ص ٢٥.