حلقه طوق من حديد فوكلوا به في داره. وكان معهم أيضا صبي مثقل بعتلة من اهل إربل كان يخدم دلالا في العقار يعرف بعلوش كان قد ادخل نفسه في الشنقصة واذى الناس ، وعبد يشوع ويعقوب النصرانيان اللذان تقدم ذكرهما. كانا قد خدما مع مجد الملك وتجردا للقول في صاحب الديوان وأكثرا من ذلك فطيف بهم في بغداد عراة والعوام يصفعونهم ويضربونهم بالآجر. ثم قتلوا بقية اليوم وجر العوام جثتهم وأحرقوهم بباب قلاية النصارى.
ثم وصل الامير منصور ابن الصاحب علاء الدين وأخوه مظفر الدين ونجم الدين الاصغر ومعهم رأس النجم الدلال المعروف بالكيباية. وقد سبق ذكر ما وقع منه ، من القول في الصاحب ففرح أهل بغداد بوصولهم وعلق رأس الكيباية بباب النوبي. وكان قتله في إربل.
ثم إن الامير منصور اخرج فخر الدين النيار من السجن ليلا وقتله في النوفلية ظاهر بغداد فأصبح الناس ووجدوه مقتولا وكان شابا مليح الصورة اتصل بمجد الملك وخدمه ، وقال في صاحب الديوان أشياء كثيرة. وكان قبل ذلك قد اخذه الصاحب وضربه ضربا عظيما. وسبب ذلك ما بلغه عنه من الزيادة في الكلام والغيبة وأنه كان في جماعة منهم رجل من أهل الحلة يعرف بابن الدربي وجرى بينهم حديث نجم الدين بن الدرنوس وحكمه في زمن الخليفة ، وإن نجم الدين الاصغر قد استولى في هذه الدولة كما استولى هو فأنشد ابن الدربي أبياتا لنفسه وهي :
نجمان كل منهما في بلدة |
|
لا ناصح فيها ولا مأمون |
وكلاهما ساسا العراق فذاك قد |
|
كان الخراب به وذا سيكون |
إن كان تأثير الكواكب هكذا |
|
هذا جنون والجنون فنون |