«كان هلاكو ... من أعظم ملوك التتر ، وكان شجاعا ، مقداما ، حازما ، مدبرا ، ذا همة عالية ، وسطوة مهابة ، وخبرة بالحروب ، ومحبة في العلوم العقلية من غير أن يعتقل منها شيئا ، اجتمع له جماعة من فضلاء العالم ، وجمع حكماء مملكته ، وأمرهم أن يرصدوا الكواكب ، وكان يطلق الكثير من الأموال والبلاد وهو على قاعدة المغل في عدم التقييد بدين من الأديان ، وكان سعيدا في حروبه طوى البلاد ، واستولى على الممالك في أيسر مدة ... قال الظهير الكازروني حكى النجم أحمد ابن البواب النقاش نزيل مراغة قال : عزم هلاكو على زواج بنت ملك الكرج فأبت حتى يسلم فقال عرفوني ما أقول فعرضوا عليه الشهادتين فأقربهما وشهد عليه بذلك خواجة نصير الدين الطوسي وفخر الدين المنجم فلما بلغها الفخر المنجم أنعمت بالزواج وعقدوا العقد باسم تامار خاتون بنت الملك داود على ثلاثين ألف دينار. قال ابن البواب وأنا كتبت الكتاب في ثوب اطلس أبيض.» ا ه (١).
__________________
(١) المجلد الخامس منه. وهذا الكتاب من التواريخ النادرة في خمس مجلدات وفيه بيان عن العلماء في أيام كل خليفة أو ملك ويعتمد على مؤلفات مهمة وستأتي النقول عنه في حينها وعندي نسخة خطية منه منقولة على نسخة صاحب المعالي فخر الدين باشا آل جميل ببغداد ، وأولها : الحمد لله القديم قبل حدوث الزمان والمكان الخ. وتنتهي حوادثه في سنة ٨٠٦ ه.