ـ إن قوتي وعظمتي نتيجة فعلي وإرادتي ولم تكن بدرهم ولا دينار. وإذا يسر الله نصرتي وأعانني فلا أخشى من الخليفة وجيشه.
ثم إنه أرسل رسولا آخر يبلغ الخليفة أنه يدعوه بالحضور إليه قبل سليمان شاه والدواتدار حتى يسمع نصيحته. وتوجه في اليوم التالي إلى اطراف نهر حلوان. فأقام هناك من ٩ ذي الحجة إلى ٢٢ منه وفي تلك الأثناء ورد إليه كيتو بوقا نويان آتيا من لورستان وكان قد استولى على الكثير منها طوعا وكرها. وفي ٩ المحرم سنة ٦٥٦ ه توجه بايجو نويان وبوقا تيمور وسونجاق على الموعد من طريق دجيل فعبروا دجلة ومنها مضوا حتى وافوا إلى حدود نهر عيسى.
وقد التمس سونجاق نويان من بايجو أن يكون في مقدمة العسكر المتوجه إلى غربي بغداد فوافق وسار مع جيشه ووصل إلى حربي (١). وكان مجاهد الدين ايبك الدواتدار قائد جيش الخليفة هناك مع فتح الدين بن كر القائد وعسكروا بين بعقوبة وباجسرى. ولما سمعوا بوصول المغول إلى غربي بغداد غيروا وجهتهم وساروا من دجلة إلى حدود الأنبار على ابواب قصر المنصور في صدر المزرفة ويبعد تسع ساعات عن بغداد ورتبوا صفوفهم واستعرضوا الجيوش مع عساكر سونجاق نويان وبوقا تيمور ، أما جيش المغول فإنه عطف عن المصاف وانحاز إلى نهر بشير من بز الدجيل فرأوا بايجو واتصلوا به فقال لهم ارجعوا. وفي هذا المكان كسروا سدة النهر من هناك ليغرقوا جيش بغداد ولتغمر المياه تلك الصحراء ...
وفي يوم الخميس وقت طلوع الفجر من يوم عاشوراء هاجم بايجو وبوقا تيمور جيوش الدواتدار وابن كر وهزموهم شر هزيمة. وقتل
__________________
(١) جاءت في جامع التواريخ بلفظ حربية وصحيحها ما ذكر والعامة عندنا يسمونها «حربة» وهي أطلال وبقربها «جسر حربة» قنطرة لا تزال قائمة.